وسمعته يقول: سئل محمد بن إسماعيل بنيسابور عن اللفظ فقال: حدثني عبيد الله بن سعيد -يعني أبا قدامة- عن يحيى بن سعيد قال: أعمال العباد كلها مخلوقةٌ. فمزقوا عليه، قال: فقالوا له بعد ذلك: ترجع عن هذا القول حتى نعود إليك، قال: لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجةٍ فيما تقولون أقوى من حجتي. فأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته.
أخبرنا محمد بن علي بن أحمد المقرئ، قال: أنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، قال: نا أبو بكر محمد بن أبي الهيثم المطوعي ببخارى، قال: نا محمد بن يوسف الفربري، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل يقول: أما أفعال العباد فمخلوقةٌ، فقد حدثنا علي بن عبد الله، قال: نا مروان بن معاوية، قال: أنا أبو مالكٍ عن ربعي بن حراشٍ عن حذيفة قال: قال النبي ﷺ: «إن الله يصنع كل صانعٍ وصنعته».
قال أبو عبد الله: وسمعت عبيد الله بن سعيدٍ يقول: سمعت يحيى بن سعيدٍ يقول: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون: إن أفعال العباد مخلوقةٌ. قال أبو عبد الله البخاري: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقةٌ، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله، ليس بخلقٍ، قال الله تعالى: ﴿بل هو آياتٌ بيناتٌ في صدور الذين أوتوا العلم﴾.