للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(رواه مسلم) منفردًا به عن تميم، وليس له في "صحيحه" عنه سواه، وأخرجه البخاري تعليقًا (١)، لأن في رواته مَنْ ليس على شرطه، وورد عن غير تميم، كابن عمر من طرقٍ لا بأس بها (٢)، وكأبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنهم (٣).

ثم هذا الحديث وإن أوجز لفظًا لكنه أطنبُ فائدةً ومعنًى؛ لأن سائر السُّنَن وأحكام الشريعة أصولًا وفروعًا داخلةٌ تحته، بل تحت كلمةٍ منه؛ وهي: (ولكتابه) لأنه اشتمل على أمور الدين جميعها أصلًا وفرعًا، وعملًا واعتقادًا، فإذا آمن به وعمل بما تضمنه على ما ينبغي مما أشرنا إليه في النُّصح له. . فقد جمع الشريعة بأسرها {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} وبهذا يُردُّ على من قال: إنه ربع الإسلام.

* * *


(١) صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "الدين النصيحة للَّه. . . ".
(٢) أخرجه الدارمي في "سننه" (٢٧٩٦)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٩).
(٣) أخرجه الترمذي (١٩٢٦)، والنسائي (٧/ ١٥٧).

<<  <   >  >>