للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث الحادى والأربعون [اتباع النبي صلى اللَّه عليه وسلم]

عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُوَنَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ" حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَيْنَاهُ في كُتَابِ "الْحُجَّةِ" بِإسْنَادٍ صَحِيحٍ.

(عن أبي محمد) ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو نُصير (عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه) تعالى (عنهما) القرشي السهمي، روي أنه صلى اللَّه عليه وسلم قال فيهما وفي أمه: "نِعمَ البيت عبد اللَّه، وأبو عبد اللَّه، وأم عبد اللَّه" (١)، وكان يفضله على أبيه، وهو أكبر منه باثنتي عشرة سنة، وقيل: بإحدى عشرة سنة.

أسلم قبل أبيه، وكان غزير العلم، مجتهدًا في العبادة، وهو أجلُّ العبادلة؛ إذ هو من عُبَّاد الصحابة وزُهَّادهم وفضلائهم وعلمائهم، ومن اكثرهم رواية، قال أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه: (ما أحدٌ أكثر حديثًا عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم منِّي إلا عبد اللَّه بن عمرو؛ فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب) (٢).

روي له سبع مئة حديث، اتفقا على سبعة عشر، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلم بعشرين، وروايته أكثر من ذلك كما مر، وإنما توعَّرتِ الطرق في الرواية عنه، فكان ذلك سببًا في قلة ما أُثر وصح عنه، وقد كان استأذن النبي صلى اللَّه عليه وسلم في الكتابة عنه في حال الرضا والغضب، فأذن له، فقال: إنه حفظ عنه صلى اللَّه عليه وسلم ألف مَثَلٍ، وكان قد قرأ الكتب (٣).


(١) أخرجه الإمام أحمد (١/ ١٦١)، وأبو يعلى (٦٤٥) عن سيدنا طلحة بن عبيد اللَّه رضي اللَّه عنه.
(٢) أخرجه البخاري (١١٣)، والترمذي (٢٦٦٨).
(٣) أي: الكتب القديمة؛ كالتوراة والإنجيل والزبور، لكن قبل التبديل. اهـ هامش (ج)

<<  <   >  >>