للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لمعاشٍ (١)، أو لذَّةٍ في غير مُحرَّم، وعلى العاقل أن يكون بصيرًا بزمانه، مقبلًا على شأنه، حافظًا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله. . قلَّ كلامه إلا فيما يعنيه" (٢) أي: لأن من لم يعدَّ كلامه من عمله. . جازف فيه ولا يتحرَّى.

ومن ثَمَّ لما خفي ذلك على معاذٍ رضي اللَّه تعالى عنه. . قال: يا رسول اللَّه؛ أنؤاخذ بكل ما نتكلم به؟ فقال: "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكبُّ الناسَ على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم" (٣).

وروى الترمذي وغيره: "كل كلام ابن آدم عليه لا له (٤) إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذكر اللَّه تعالى" (٥).

وأخرج الترمذي: أن رجلًا مات -أي: شهيدًا كما في رواية- فقال آخر: أبشر بالجنّة، فقال صلى اللَّه عليه وسلم: "أو لا تدري، فلعله تكلَّم بما لا يعنيه، أو بخل بما لا يغنيه" (٦).

وأخرج العقيلي مرفوعًا: "أكثر الناس ذنوبًا أكثرهم كلامًا فيما لا يعنيه" (٧).

* * *


(١) المرمة: الإصلاح، يقال: رمَّ الشيء: أصلحه.
(٢) تقدم تخريجه قريبًا في الصفحة السابقة في الهامش رقم (١).
(٣) سيأتي تخريجه (ص ٤٨٠) وهو الحديث التاسع والعشرون من أحاديثِ المتن.
(٤) سقطت لفظة (كل) من النسخ إلا من (غ) وهي موجودة في "سنن الترمذي".
(٥) سنن الترمذي (٢٤١٢) عن أم المؤمنين سيدتنا أم حبيبة رضي اللَّه عنها.
(٦) أخرج الترمذي (٢٣١٦) عن سيدنا أنس رضي اللَّه عنه نحوه. وفي أكثر النسخ: (بما يعنيه).
(٧) الضعفاء (٣/ ١١١٧) عن سيدنا أبي هريرة رضي اللَّه عنه.

<<  <   >  >>