واختلف في بقية السُّنَّة؛ هل هو كله بوحي أو لا؟ وآية:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} تؤيد الأول، ومن ثم قال صلى اللَّه عليه وسلم:"ألا إني أُوتيت الكتاب ومثله معه"(١).
ولا تنحصر تلك الأحاديث القدسية في كيفيةٍ من كيفيات الوحي، بل يجوز أن تنزل بأي كيفيةٍ من كيفياته؛ كرؤيا النوم، والإلقاء في الرُّوع، وعلى لسان المَلَك، ولراويها صيغتان:
إحداهما: أن يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فيما يروي عن ربه، وهي عبارة السلف، ومن ثم آثرها المصنف فيما مر.
ثانيتهما: أن يقول: قال اللَّه تعالى فيما رواه عنه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، والمعنى واحد.
* * *
(١) أخرجه أبو داوود (٤٦٠٤) عن سيدنا المقدام بن معدي كرب رضي اللَّه عنه.