(٢) لأنها غرت النفوس بزهوتها ولذتها، وأمالتها عن العبودية إلى الهوى حتى سلكت غير طريق الهدى، أخرج أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٨٤ - ٨٥) عن أبي صالح قال: دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية رضي اللَّه عنه فقال له: صف لي عليًا، فقال: أَوَتعفيني يا أمير المؤمنين؟ قال: لا أعفيك، فأخذ يصف سيدنا عليًّا رضي اللَّه عنه، ومما قاله: فأشهد باللَّه لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه يميل في محرابه، قابضًا على لحيته، ويتململُ تململَ السليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن وهو يقول: (يا ربنا يا ربنا -يتضرع إليه- ثم يقول للدنيا: إليَّ تغررتِ، إليَّ تشوفتِ، هيهات هيهات، غرِّي غيري، قد بتتك ثلاثًا، فعمرك قصير، ومجلسك حقير، وخطرك يسير، آهٍ آه من قلة الزاد، وبُعد السفر، ووحشة الطريق) فوكفت دموع معاوية رضي اللَّه عنه على لحيته ما يملكها، وجعل ينشفها بكمه، وقد اختنق القوم بالبكاء، فقال: (كذا كان أبو الحسن رحمه اللَّه. . .). (٣) أخرجه الترمذي (٢٣٢٢)، وابن ماجه (٤١١٢) عن سيدنا أبي هريرة رضي اللَّه عنه. (٤) عند الطبراني في (مسند الشاميين) (٦١٢) عن سيدنا أبي الدرداء رضي اللَّه عنه.