للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وغيرهما) كالحاكم في "المستدرك" وقال: صحيحٌ على شرط مسلم (١)، والبيهقي من حديث أبي سعيد (٢)، والطبراني مرسلًا، وابن عبد البر من طريق كثير بن عبد اللَّه، وكثيرٌ هذا يُصَحِّح حديثَه الترمذيُّ، ويقول البخاري في بعض أحاديثه: هو أصح حديثٍ في الباب، وحسَّن حديثه الحِزامي وقال: هو خير من مراسيل ابن المسيب، وكذلك حسَّنه ابن أبي عاصم.

(مسندًا) وهو: المتصل الذي لم يحذف من إسناده أحد.

(ورواه) الإمام الأعظم أبو عبد اللَّه (مالك) بن أنس الأصبحي، وقد أفردت ترجمته بالتأليف، ولد سنة ثلاث وتسعين، ومات في ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومئة.

(في "الموطأ" مرسلًا عن عمرو بن يحيى عن أبيه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم، فأسقط أبا سعيد) الخدري، قال ابن عبد البر: لم يختلف عن مالك في إرساله، ولا يسند من وجهٍ صحيحٍ؛ أي: عنه، لا مطلقًا، لما مر عن الحاكم، ولما يأتي.

فعلم أن المرسل: ما حُذف من إسناده الصحابي، وهذا عند المحدثين، وأما عند الأصوليين. . فهو ما حذف منه أيُّ راوٍ كان.

(وله طرق) ضعيفة، لكنه (يَقوَى بعضُها ببعضٍ) (٣) كما صرح به ابن الصلاح حيث قال: (أسنده الدارقطني من وجوه متصلًا وقال: حديثٌ حسنٌ، وقال مرة: أسنده من وجوهٍ ومجموعها يقويه ويحسنه، وقد نقله جماهير أهل العلم واحتجوا به؛ فقد قال أبو داوود: الفقه يدور على خمسة أحاديث، وعدَّ هذا منها، فهو عنده غير ضعيف) انتهى ملخصًا (٤).

وممن استدل به أحمد وقال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا ضرر


(١) المستدرك (٢/ ٥٧).
(٢) السنن الكبرى (٦/ ٦٩).
(٣) في نسخ عديدة: (يقوِّي بعضُها بعضًا) وهي في بعض نسخ المتن.
(٤) انظر "جامع العلوم والحكم" (٢/ ٢١٠).

<<  <   >  >>