للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن حمران مولى عثمان؛ أنه رأى عثمان بن عفان دعا بإناء، فأفرغ على كفيه ثلاث مرار، فغسلهما، ثم أدخل يمينه في الإناء، فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين، لا يحدث فيهما نفسه؛ غفر له ما تقدم من ذنبه". أخرجه الشيخان. (١)

والحديثان يدلان على استحباب صلاة ركعتين بعد الوضوء، مع ملاحظة أن الفضل المذكور مقيد بقوله صلى الله عليه وسلم: " يقبل عليهما بقلبه ووجهه"، وبقوله: "لا يحدث فيهما نفسه" (٢) .

كما أنه ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث بنحو هذا أنه قال في آخره: " ... لا تغتروا" (٣)


(١) حديث صحيح.

أخرجه البخاري في مواضع منها في (كتاب الوضوء، باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، حديث رقم ١٥٩) ، وانظر أرقام الأحاديث التالية فيه: (١٦٠، ١٦٤، ١٩٣٤، ٦٤٣٣) وأخرجه مسلم في (كتاب الطهارة، باب صفة الوضوء وكماله، حديث رقم ٢٢٦) .
فائدة: نبه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (١١/٢٥١) إلى أن لحمران عن عثمان في هذا حديثين: أحدهما مقيد بترك حديث النفس، وذلك في صلاة ركعتين مطلقاً غير مقيد بالمكتوبة، والآخر في الصلاة المكتوبة في الجماعة أو في المسجد من غير تقييد بترك حديث النفس". اهـ.
(٢) قوله: " لا يحدث فيهما نفسه": المراد به ما تسترسل النفس معه، ويمكن المرء قطعه؛ لأن قوله: "يحدث"؛ يقتضي تكسباً منه، فأما ما يهجم من الخطرات والوساوس ويتعذر دفعه؛ فذلك معفو عنه. "فتح الباري" (١/٢٦٠١) .
(٣) قوله: " لا تغتروا"؛ أي: تستكثروا من الأعمال السيئة بناء على أن الصلاة تكفرها؛ فإن الصلاة التي تكفر بها الخطايا هي التي يقبلها الله، وأنى للعبد بالاطلاع على ذلك "فتح الباري" (١/٢١١) .
وهذه الزيادة عند البخاري في روايته للحديث بالرواية الأخرى التي نبه عليها الحافظ ابن حجر التي فيها ذكر الوضوء وصلاة المكتوبة في الجماعة أو في المسجد من غير تقييد بترك حديث النفس، وهي في البخاري في (كتاب الرقاق، باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} ، حديث رقم ٦٤٣٣) .

<<  <   >  >>