لقال في حال عقله الصريح: كيف أشرب ما يذهب عقلي ويزيل عني الميزة الإنسانية ويلحقني بالبهائم؟
ولو قيل له تناول الحشيشة أو الأفيون الترياق أو القات وما شاكله من المخدرات والمفترات، لامتعض من ذلك وقال: كيف أتناول ما يخدر جسمي ويبلدني ويذهب برجولتي ومنزلتي إلى مستوى البهائم؟!
كما لو قيل لذي العقل الصريح والقلب الذي لم يتأثر بأمراض الغفلة والإعراض عن الله: إن شرب الدخان مفترض عليك من سيجارة إلى حشيشة ونحوها، لقال: الله أكبر، كيف أضع الدخان في صدري؟! كيف أدخله إلى أعماق بدني؟! هذه ليست بشريعة حكيم مفكر. هذا عمل وحشي وتشريع خامل جاهل. كيف أنفق الدراهم في شراء هذه الأشياء التي تضر بصحتي وتجعل نفسي رهينة لها أسيرة لتناولها؟! هذا سفه وخبال. لأي شيء أعشقه وأدفع له عزيز مالي وثمرة كدي وكدحي؟! هل أعشقه وأرغب فيه لطيب ريحه أو لحسن طعمه أو لالتذاذ بمنظره أو التقوي بتناوله؟! كل هذا مفقود وعكسه موجود. الخمر طعمها مر، وريحها عفن نتن والأشياء المخدرة كذلك في سوء