للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنظر والمخبر خبيثة الريح والطعم والضرر على العقل والروح والبدن والخسارة في المال وكذلك الدخان بسائر أنواعه، لا أربح منه إلا خراب الأسنان وكثرة السعال وخبث الريح وضعف البدن والقوى وإضاعة المال وإيذاء من يكرهه من الإخوان بإفساد الجو اللطيف عليهم. ومن يؤذ إخوانه فلا خير فيه.

هكذا منطق العقل الصريح المستقيم والذوق السليم.

كما أنهما يناديان على كل خصلة حرمها الشارع بقبحها في العاجل وسوء عواقبها ونتائجها في المستقبل من غش وخداع وتطفيف ونصب وتلصص وإغتيال وفحش وشتم وغير ذلك.

لأن الجرائم ليست فطرية تولد مع الإنسان. وإنما هي عوارض وقتية تسنح له ويرتكبها لحاجة تضغط عليه أو تأثير بيئة أو سوء توجيه.

أما الذي يولد مع الإنسان فهي فطرة الله التي فطر بني الإنسان عليها من الخيارة والعدالة والاتجاه إلى الله، ثم ما ينميه الله بها من شريعته المزكية لنفوسهم المنورة لقلوبهم فيما يبعثه من رسل وينزله من كتب.

فإذا غلبتهم نفوسهم بما ذكرنا واجتالتهم الشياطين فسدت فطرتهم وسرجت عقولهم فانحرفوا إلى الأعمال والسجايا والتقاليد التي لا ترضاها العقول السليمة الفطرية المتجهة إل فاطرها القائمة بشكره وذكره.

<<  <   >  >>