فيها إمهالهم، وليس المقصود بها الأشهر الأولى المعروفة بالشهور الحرام.
فهذه مراحل إيجاب القتال، ولكن للمسلمين أن يفهموا أن الجهاد أربعة أنواع:
١) جهاد الشيطان.
٢) جهاد النفس.
٣) جهاد الكفار.
٤) جهاد المنافقين.
فأما جهاد الشيطان: فبتكذيب وعده ومعصية أمره وارتكاب نهيه فإنه يَعِدُ الأماني ويمني الغرور ويعد الفقر ويأمر بالفحشاء وينهى عن الهدى والتقى والعفة وكل خلق جميل قال تعالى {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً} .
والأمر باتخاذه عدواً تنبيه على استفراغ الوسع في محاربته ومجاهدته لأنه العدو الذي لا تفتر عداوته على عدد أنفاس المسلم.
وأما جهاد النفس: فهو مقدم على جهاد العدو الخارجي وأصل له، فإن من لم يجاهد نفسه أولاً لتفعل ما أمرها الله به وتترك ما نهى عنه ويحاربها في الله لم يمكنه جهاد عدوه الخارجي.
وكيف يتمكن من جهاد عدوه الخارجي وهو مهزوم من الداخل من عدوه الذي بين جنبيه المتسلط عليه؟