للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والذي لا يمكنه الخروج إلى عدوه حتى يجاهد نفسه على الخروج، ولهذا قال سبحانه وتعالى {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ} ، فحق جهاده أن يجاهد العبد نفسه فيسلم قلبه ولسانه وجوارحه لله فيكون كله لله وبالله لا لنفسه ولا بنفسه.

ومن يحقق الجهاد النفسي جهاد النفس والشيطان تحصل له قوة وسلطان وعُدّة معنوية يجاهد بها أعداء الله وأعداءه في الخارج بقلبه ولسانه ويده وماله لتكون كلمة الله هي العليا وحينئذٍ يكون في معية الله فيظفر بالنصر، فإن الله مع المتقين ومع المحسنين ومع الصابرين ومع المؤمنين يدفع عنهم ما لا يدفعون عن أنفسهم بل بدفاعه عنهم ينتصرون على عدوهم {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} ولولا دفاعه عنهم تخطفهم عدوهم واجتاحهم.

وهذه المدافعة عنهم بحسب إيمانهم وصدقهم معه سبحانه وتعالى، فعلى قدر الإيمان تكون المدافعة، فإن قوي الإيمان قويت المدافعة والعكس بالعكس.

وليعلم أهل الجهاد أنه لا بد لهم من عدة أمور:

أحدهما: جهاد النفس وهو على أربع مراتب:

١) أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق حاصراً مهمته في ذلك على المنهل النبوي.

<<  <   >  >>