من غيره لأنه قل في أشعارهم، وقالوا: إنه بمنزلة اللثغة تستحسن، فإذا كثرت صارت خرساً؛ والشية تستحسن في الفرس، فإذا كثرت صارت بلقا، والجعودة تستحسن في الشعر، فإذا كثرت صارت قططا. وقالوا: خير الأمور أوسطهإن والحسنة بين الشيئين، والفضيلة بين الرذيلتين.
[باب]
[الرذالة والجزالة]
اعلم أن الرذالة هو أن يكون المعنى لا يراد ولا يستفاد مثل قول بعض العرب:
زياد بن عونٍ عينه تحت حاجبه ... وأسنانه بيضٌ وقد طر شاربهُ
ومثله أنشد سيبويه في كتابه:
إذا ما الخبزُ تأدمه بلحمٍ ... فذاك أمانة اللهِ الثريدُ
ومثل قول أبي العتاهية:
مات الخليفةُ أيها الثقلان ... فكأنني أفطرت في رمضان
ومثل ذلك قول آخر:
إنَّ جسمي شفَّ من غير مرض ... وفؤادي لجوى الحبّ غرضْ
كجرابٍ كان فيه جبنٌ ... دخل الفأر عليه فانقرضْ
[باب]
[القوة والركاكة]
اعلم أن الركاكة هي أن يكون اللفظ متناولاً والمعنى متداولاً كالكلمات المستعملة، والألفاظ المهملة، فيكون الشعر ركيكاً والنسج ضعيفاً كقول امرئ القيس: