محنةٌ تصفعُ ابنَ عمرو بنِ يحيى ... في دماغِ الأعشىَ بنعلِ القطامي
باب
[الاستخدام]
اعلم أن الاستخدام هو إن يكون للكلمة معنيان فتحتاج إليهما فتذكرها وحدها تخدم للمعنيين، كمما قال الله سبحانه وتعالى:" لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى " والصلاة ههنا تحمل إن تكون فعل الصلاة أو موضع الصلاة، فاستخدم الصلاة بلفظ واحد لأنه قال سبحانه:" إلا عابري سبيل "، فدل على أنه أراد موضع الصلاة، وقال تعالى: حتى تعلموا ما تقولون فدل على أنه فعل الصلاة.
وأنشدوا للبحتري:
فسقى لغضا والساكنيه وإن همو ... شبوهُ بين جوانحٍ وقلوب
فالغضى يحتمل أن يكون الموضع، ويحتمل أن يكون الشجر، فاستخدم المعنيين بقوله: والساكنيه، وبقوله: وإن هم شبوه.
ومن ذلك قول بعض العرب:
إذا نزلَ السماءُ بأرضِ قومٍ ... رعيناهُ وإن كانوا غضابا
فالسماء تحتمل معنيين: المطر، والنبات، فاستخدم المعنيين بقوله: إذا نزل السماء يعني المطر ورعيناه، يعني النبات.