احترس في هذا البيت بقوله: غير مفسدها لأن مداومة الإمطار سبب لخراب الديار.
وعابوا على ذي الرمة قوله:
ألا يا سلمى يا دار ميَّ على البلى ... ولا زال منهلاَّ بجرعائك القطرُ
فعابه من لا يعرف في النقد شيئاً. وقال: كأنه إنما دعا عليها بالهدم. وقال النقاد: إنه لا مطعن عليه؛ أنه قد دعا لها بلاسلامة في أول البيت.
[باب]
[التنكيت]
اعلم ان التنكيت هو أن تقصد شيئاً دون أشياء، لمعنى من المعاني، ولولا ذلك لكان خطأ من الكلام وفساداً في نقد الشعر.
سئل ابن عباس عن قوله تعالى:" وأنه هو رب الشعرى " قيل: لم خصها وهو رب الجميع، ولم قال رب الثريا؟ فقال: كان قد ظهر في العرب رجل يقال له: أبو كبشة، عبد الشعرى؛ لأنها أكبر نجم في السماء، فقصدها الله تعالى دون النجوم؛ لأنها عبدت ولم تعبد الثريا