للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنه:

أستنجدُ الصبرَ فيكمْ وهو مغلوبُ ... وأسألُ النومَ عيني وهو مسلوبُ

وأبتغي عندكم قلباً سمحتُ به ... وكيف يرجعُ شيءٌ وهوَ موهوبُ

ما كنتُ أعلمُ ما مقدارُ وصلكمُ ... حتى هجرتُ، وبعضُ الهجر تأديبُ

ومنه:

أضيغمٌ، أم غزالٌ ذاك، أم بشرُ ... شمسٌ تزيتْ بزيّ التركِ، أم قمرُ

لقد تحير وصفي في حقيقته ... كما تحير في أجفانه الحورُ

[باب]

[الكناية والإشارة]

اعلم أن الفرق بين الكناية والإشارة أن الإشارة إلى كل شيء حسن والكناية عن كل شيء قبيح، مثل قوله عز وجل: " فيهن قاصرات الطرف "، إشارة إلى عفافهن. وقوله سبحانه: " كانا يأكلان الطعام " كناية عن قضاء الحاجة. وقوله تعالى: " فرش مرفوعة ". إشارة إلى نساء كرام. وأرضاً لم تطؤها. إشارة إلى سبي النساء. ومثل قول العرب: طويل نجاد السيف، إشارة إلى ارتفاعه عن الدنايا. وعظيم الرماد، إشارة إلى كثرة القرى. وجبان الكلب، إشارة إلى كثرة الطارق ومهزول الفصيل، إشارة إلى سقي الألبان. وأسبق الناس إلى ذلك المعنى امرؤ القيس في قوله:

ويضحي فتيتُ المسك فوق فراشها ... نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل

أشار بقوله: نؤوم الضحى إلى أنها مخدومة من بنات الملوك.

وقال بعض العرب وهو عمر بن أبي ربيعة:

بعيدةُ مهوى القرطِ، إما لنوفلٍ ... أبوها وإما عبدِ شمسٍ وهاشمِ

أشار بقوله: بعيدة مهوى القرط إلى طول عنقها.

<<  <   >  >>