للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحسن بذل مهجته فيها واستصغار الأخطار، واستقراب البعد من المزار، مثل قول الآخر:

قالوا: توقَّ رجال الحيّ؛ إنَّ لهمْ ... عيناً عليكَ إذا ما نمتَ لم تنمِ

فقلتُ: إنَّ دمي أقصى مرادهمُ ... وما غلتْ نظرةٌ منهم بسفك دمي

ومنه قول الآخر:

قالتْ: لقد بعدُ المسرى؛ فقلتُ لها ... من عالج الشوق لم يستبعد الدارا

وللشيخ أبي محمد بن سنان:

أشتاقكمْ ويحولُ العجزُ دونكمُ ... فأشتكي بعدكم عني وأعتذرُ

وأدعي خطراً بيني وبينكم ... وآيةُ الشوق أن يستصغرَ الخطرُ

وقول ابن الدمينة:

ولو أنَّ ليلى مطلعُ الشمس دونها ... وكنتُ وراءَ الشمسِ حيثُ تغيبُ

لمنيتُ نفسي أن تريع بها النوى ... وقلتُ لقلبي: إنها لقريبُ

ومن ذلك قول ذي الرمة:

لعلَّ انحدار الدمع يعقبُ راحةً ... من الشوق أو يشفي نجيَّ البلابل

هذا ضد ما يستحسن من قوله:

<<  <   >  >>