للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخذه النظام فقال:

وكؤوسٍ فيهنَّ أخفى من الوه ... مِ وأخفى من خاطراتِ الظنونِ

رق معنى عيانها فوق كونٍ ... نسجته لطافةُ التكوينِ

ما استكنت صدرَ امرئ قطُّ إلاَّ ... كلفته إذاعةَ المكنونِ

وقال ابن هانئ:

ثقلتْ زجاجاتٌ أتتنا فرغا ... حتى إذا ملئتْ بصرف الراحِ

خفتْ على أيدي السقاة جسومها ... إن الجسومَ تخفُّ بالأرواحِ

ومنه:

ومشمولةٍ صاغَ المزاجُ لرأسها ... أكاليلَ در ما لمنظومها سلكُ

جرتْ حركاتُ الدهر فوق سكونها ... فذابتْ كذوبِ التبر أخلصه السبكُ

وقد خفيتْ من رقةٍ فكأنها ... بقايا يقينٍ كادَ يمحقه الشكُّ

ومنه أيضاً:

وندمانٍ سقيتُ الكأس صرفا ... وأفقُ الصبحِ مرتفعُ السجوف

صفتْ وصفتْ زجاجتها عليها ... كمعنى دقَّ في وهمٍ لطيفِ

ومنه:

أليسَ الليلُ يجمعُ أمَّ عمرو ... ويجمعنا فذاكَ لنا تداني

ترى وضح النهار كما أراهُ ... ويعلوها الظلامُ كما علاني

أخذه بعضهم فقال:

وتقرُّ عيني وهيَ نازحةٌ ... ما لا يقرّ بعين ذي الحلمِ

إني أرى وأظنُّ أن سترى ... وضحَ النهار وعالي النجمِ

<<  <   >  >>