للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الوجه الثاني: في تخريجه:

الحديث أخرجه البخاري في صحيحه (١) ولفظه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع مائدته قال: «الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه، غير مكفي ولا مودعَّ ولا مستغنى عنه، ربنا»، بزيادة «غير مكفي». وفي أحد ألفاظ البخاري: «الحمد لله الذي كفانا وأروانا، غير مكفي ولا مكفور» (٢).

* الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:

(غير مودَّع): بضم الميم وتشديد الدال المفتوحة، أي: أن ذلك الحمد غير متروك، بل يجب الاشتغال به على الدوام، حتى لا تنقطع النعم.

(ولا مستغنى عنه): أي لا يستغني عن الحمد أحد.

(غير مكفي): أي أن هذا الحمد لا يُكتفى به، بل يجب المزيد منه، وقيل غير ذلك.

(ولا مكفور): أي لا يجحد فضله ولا تنكر نعمته.

* الوجه الرابع: دل الحديث على فضل هذا الذكر، وأن من السنة الإتيان به بعد الفراغ من الطعام تأسياً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.

والطعام من أجلّ النعم التي بها قوام الحياة. فإذا اقترن بذكر الله في أوّله، وشكره في آخره، أدى إلى دوام النعم واستمرارها، كما قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: ٧].

وفي الصحيح من رواية أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله


(١) «صحيح البخاري» (٥٤٥٨).
(٢) المصدر السابق (٥٤٥٩).

<<  <   >  >>