للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يخبرنا بشيء عما سألناه عنه، وحتى أحزن رسولَ الله (مُكْثُ الوحي عنه, وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاءه جبرائيل- عليه السلام - من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف , فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم , وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية , والرجل الطواف , وقول الله عز وجل (ويسألونك عن الروح قل الروح (الآية (١) .

ب- فترة الوحي في حادث الإفك (٢) :

(ألم يرجف المنافقون بحديث الإفك عن زوجه -عائشة رضي الله- عنها وأبطأ الوحي، وطال الأمر والناس يخوضون، حتى بلغت القلوب الحناجر , وهو لا يستطيع إلا أن يقول بكل تحفظ واحتراس: «إني لا أعلم عنها إلا خيراً» . ثم إنه بعد بذل جهده في التحري والسؤال واستشارة الأصحاب، ومضى شهر بأكمله , والكل يقولون ما علمنا عليها من سوء، لم يزد على أن قال لها آخر الأمر: «يا عائشة أما إنه بلغني كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله» .

هذا كلامه بوحي ضميره، وهو كما ترى كلام البشر الذي لا يعلم الغيب، وكلام الصدّيق المتثبت الذي لا يظن ولا يقول ما ليس له به علم، على أنه لم يغادر مكانه بعد أن قال هذه الكلمات حتى نزل صدر سورة النور معلناً براءتها، ومصدراً الحكم المبرم بشرفها وطهارتها.


(١) قال السيوطي في الدر المنثور (٥/٣٥٧) : أخرج ابن اسحاق وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل.
(٢) متفق عليه عن عائشة (البخاري: كتاب الشهادات، باب تعديل النساء بعضهن بعضا، رقم:٢٥١٨، ومسلم: كتاب التوبة، باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف، رقم:٢٧٧٠) .

<<  <   >  >>