للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول طه حسين: (للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل , وللقرآن أن يحدثنا أيضا , ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة وبالقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي) (١) .

ثم قام محمد خلف الله بجمع كل هذه المغالطات , وما أوردوه من شبه على هذه القضية وسود فيها كتابا من خمسمائة صفحة وسماه "الفن القصصي في القرآن الكريم" (٢) ، ووافقه على هذا أمين الخولي وزوجته عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) (٣) .

قدم خلف الله مقدمة في بيان أن هناك فنا من الفنون , هو ما يسمى بالفن القصصي، وهذا الفن يُعتمد فيه على جمال الأسلوب , وترابط الفكرة مع الهدف النبيل من القصة، ولا يضير هذا الفن كون القصة ملفقة أو خيالية مادام أن الهدف نبيل والغاية نافعة، ثم بنى على هذه المقدمة أن قصص القرآن هي نوع من أنواع هذا


(١) في الشعر الجاهلي لطه حسين (ص:٢٦) عن كتاب منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير (ص:٤٤٧) .
(٢) النسخة التي بين يدي من مطبوعات سينا للنشر، القاهرة، وهي الطبعة الرابعة ١٩٩٩، وأما الطبعة الأولى فقد طبعت عام ١٩٥١.وقد أشرف على الرسالة أمين الخولي- زوج عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) - مقرا له على كل ما قال، وقد أحدثت هذه الرسالة ضجة مدوية في وقتها حيث تقدم الطالب محمد أحمد خلف الله عام ١٩٤٧ في كلية الآداب بجامعة فؤاد رسالة للحصول على الدكتوراة عن "الفن القصصي في القرآن الكريم ", وقرر فيها أن القرآن يذكر أشياء لم تقع، وقد تم رفض الرسالة وفصل الطالب، انظر:"منهج المدرسة العقلية الحديثة للرومي"ص:٤٤٥.وقد حرصت على مقابلته، فسألت عنه فعلمت أنه توفي قبل ثلاثة أعوام تقريبا، والعجيب أنه كان من المدافعين عن د. نصر حامد أبو زيد عندما أقيمت عليه قضية الردة.
(٣) انظر" مدخل إلى علم التفسير"، للدكتور محمد بلتاجي ص:١٧٠.

<<  <   >  >>