واذا كان من حق الباحث أن يسلط الأضواء على أقوال السابقين بالنقد والتحليل، فانني أرى أنه ينبغي أن يتم ذلك بأسلوب علمي مبني على الحجة والدليل، وأن يكون بعيدا عن التجريح والتشهير، اذ المتقدم بلا شك له دائما فضل السبق على المتأخر.
وقبل أن أدلي بدلوى في بيان هذه المسألة العلمية أريد أن أسلط الأضواء على بعض الآراء التي ذكرتها.
وكل هدفي من ذلك أن يوفقني الله لما أرجو أن يكون صوابا.
نقد وتحليل: والآن جاء دور النقد والتحليل فأقول وبالله التوفيق:
ان هذا النقد، وهذا التحليل ينبغي أن يكون مبنيا على ما سبق تقريره، وهو أن السبب في تعدد القراءات إرادة التخفيف والتيسير على الأمة لاختلاف لغاتها، وتباين لهجاتها.
اذا فكل تفسير لبيان المراد من الأحرف السبعة يعتبر معقولا، ومقبولا اذا كان متمشيا مع ما سبق تقريره من بيان السبب في تعدد القراءات. وكل تفسير يخرج عن هذا الاطار العام ينبغي رده، وعدم قبوله، واعادة النظر فيه.
بناء على هذا يمكنني أن أقرر وأنا مطمئن ما يلي:
ان هذه الأقوال العشرة يمكنني أن أقسمها الى مجموعتين حيث يوجد تقارب بين كل مجموعة منهما:
المجموعة الأولى: وهي المتضمنة للأقوال الستة الآتية:
١ - القول الاول المروي عن كل من:
«الامام علي بن أبي طالب» رضي الله عنه ت ٤٠ هـ.
«وعبد الله بن عباس» رضي الله عنهما ت ٨٦ هـ.
٢ - القول الذي رواه كل من:
محمد بن السائب الكلبي ت ١٤٦ هـ.
وسليمان بن مهران الأعمش ت ١٤٧ هـ.