للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الرابع: «اسأل الله معاناته ومغفرته وان أمتي لا تطيق ذلك» ... حتى قال له «جبريل»: «أن الله يأمرك ان تقرئ أمتك «القرآن» على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا».

بعد هذا لعلك توافقني أيها القارئ الكريم أن ما قدمته يعتبر سببا مقبولا، ومعقولا، في نزول القرآن على سبعة أحرف.

- والله أعلم- سادسا: فوائد تعدد القراءات:

ان الوقوف على فوائد تعدد القراءات أمر اجتهادي، ولست أدعي أن ما سأذكره هو كل الفوائد، ولكن يكفي أنني فتحت الباب أمام كل باحث لعله يأتي بجديد.

من هذه الفوائد ما يلي:

١ - ما يكون لبيان حكم شرعي مجمع عليه، مثل قراءة «سعد بن أبي وقاص» رضي الله عنه: «وله أخ أو اخت من أم» (١) فإن هذه القراءة بينت ان المراد بالاخوة هنا الاخوة لأم، وهذا حكم مجمع عليه بين الفقهاء.

٢ - ومنها: ما يكون مرجحا لحكم اختلف فيه كقراءة «أو تحرير رقبة مؤمنة» (٢) بزيادة «مؤمنة» (٣) في كفارة اليمين قال تعالى:

لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ (٤).

فكان زيادة لفظ «مؤمنة» في بعض الروايات ترجيح لاشتراط الايمان في الرقبة المعتقة، كما ذهب اليه الشافعي، رحمه الله.


(١) سورة النساء الآية ١٢، وهذه القراءة شاذة وغير متواترة.
(٢) سورة المائدة الآية ٨٩.
(٣) وهي قراءة شاذة.
(٤) سورة المائدة الآية ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>