للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - ومنها: ما يكون للجمع بين حكمين مختلفين مثل «يطهرون» بالتخفيف والتشديد، من قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ (١).

فقد قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يطهرن» بفتح الطاء، والهاء، مع التشديد فيهما، مضارع «تطهر» اي اغتسل، والأصل «يتطهرون» فأدغمت التاء في

الطاء.

وقرأ الباقون «يطهرن» بسكون الطاء، وضم الهاء مخففة، مضارع «طهر» يقال طهرت المرأة اذا شفيت من الحيض (٢).

فالأولى الجمع بين المعنيين، وهو أن الحائض لا يقربها زوجها حتى تطهر بانقطاع دم حيضها، وتطهر بالاغتسال.

٤ - ومنها: ما يكون لأجل اختلاف حكمين شرعيين، كقراءة «وأرجلكم» بالخفض، والنصب، فقد قرأ «نافع، وابن عامر، وحفص، والكسائي، ويعقوب» بنصب اللام، عطفا على «أيديكم» فيكون حكمها الغسل كالوجه.

وقرأ الباقون بخفض اللام، عطفا على «برءوسكم» لفظا ومعنى (٣) والخفض

يقتضي فرض المسح، والنصب يقتضي فرض الغسل، وكيفية الجمع بينهما ان يجعل المسح للابس الخف، والغسل لغيره.

٥ - ومنها: ما يكون لايضاح حكم يقتضي الظاهر خلافه، كقراءة «فامضوا الى ذكر الله» (٤).

فان قراءة «فاسعوا» (٥) يقتضي ظاهرها المشي السريع، وليس كذلك، فكانت القراءة الأخرى موضحة لذلك.

٦ - ومنها: ما في ذلك من عظيم البرهان، وواضح الدلالة، اذ هو مع


(١) سورة البقرة الآية ٢٢٢.
(٢) انظر: النشر في القراءات العشر ج ٢ ص ٤٣٠.
(٣) انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٤٠.
(٤) سورة الجمعة الآية ٩ وهي قراءة شاذة.
(٥) هي القراءة الصحيحة المتواترة.

<<  <  ج: ص:  >  >>