للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «قوما» بالنصب مفعول به.

وقرأ «أبو جعفر» «ليجزي» بضم الياء، وفتح الزاي، على البناء للمفعول، و «قوما» بالنصب مفعول به، ونائب الفاعل محذوف تقديره «الخير» اذ الاصل «ليجزي الله الخير قوما» مثل: «جزاك الله خيرا» ويجوز أن يكون نائب الفاعل الجار والمجرور، وهو: «بما كانوا يكسبون» ويكون ذلك حجة للكوفيين حيث يجيزون نيابة الظرف، أو الجار والمجرور مع وجود المفعول به.

والى ذلك أشار «ابن مالك» بقوله: «وقد يرد».

وقرأ الباقون «لنجزي» بنون العظمة مفتوحة مع كسر الزاى، وفتح الياء، مبنيا للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» وحينئذ يكون في الكلام التفات من الغيبة الى التكلم، و «قوما» بالنصب مفعول به (١).

«نتقبل، أحسن، ونتجاوز» من قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ (٢).

قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب» «يتقبل، ويتجاوز» بياء تحتية مضمومة في الفعلين، على البناء للمفعول، و «أحسن» بالرفع نائب فاعل «يتقبل» وأما نائب فاعل «يتجاوز» فهو الجار والمجرور بعده: «عن سيئاتهم».

وقرأ الباقون «نتقبل، ونتجاوز» بنون مفتوحة في الفعلين، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» والمراد به «الله» سبحانه

وتعالى، وقد جرى الكلام على نسق ما قبله، لان قبله قوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ (٣).


(١) قال ابن الجزري: لنجزي اليا نل سما ضم افتحا ثق النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٣٠٠.
والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ٢٣٠.
(٢) سورة الاحقاف الآية ١٦
(٣) الآية ١٥

<<  <  ج: ص:  >  >>