للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«دكاء» من قوله تعالى: فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ (١).

قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «دكاء» بالهمزة المفتوحة بعد الألف، وحذف التنوين ممنوعا من الصرف، وحينئذ يكون المد متصلا فكل يمد حسب مذهبه.

ووجه هذه القراءة أنها أخذت من قول العرب: «هذه ناقة دكاء» التي لا سنام لها، فهي مستوية الظهر.

فكأنه في التقدير: فاذا جاء وعد ربي جعل: «السد» أرضا مستوية لا ارتفاع فيها.

وقرأ الباقون «دكا» بحذف الهمزة، والمد، مع التنوين، على أنه مصدر «دككت الارض دكا» أي جعلتها مستوية لا ارتفاع فيها، ولا انخفاض، فهو مصدر واقع موقع المفعول به أي مدكوكا (٢).

«أشدد، وأشركه» من قوله تعالى: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣).

قرأه ابن عامر، وابن وردان بخلف عنه «أشدد» بهمزة قطع مفتوحة وصلا وبدءا، على أنه مضارع «شد» الثلاثي، والمضارع من غير الرباعي يفتح أوله، وهو مجزوم في جواب الدعاء وهو قوله تعالى: اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي [طه ٢٩].

وقرأ أيضا «وأشركه» بضم الهمزة، على أنه فعل مضارع من «أشرك» الرباعي، ومضارع الرباعي يضم أوله، وهو مجزوم لأنه معطوف على «أشدد».


(١) سورة الكهف الآية ٩٨
(٢) قال ابن الجزرى:
ودكا شفافي دكا المد ... وفي الكهف كفى.
النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٨٠.
والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ٨١.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٤١٢.
(٣) سورة طه الآية ٣١ - ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>