للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما موضع الروم فقد وقف عليه «يعقوب» بالياء قولا واحدا، والكسائي بالخلاف.

ووقف عليه الباقون بحذف الياء تبعا للرسم، وهو الوجه الثاني لهشام (١).

«أتوه» من قوله تعالى: وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (٢).

قرأ «حفص، وحمزة، وخلف العاشر» «أتوه» بقصر الهمزة، وفتح

التاء، على أنه فعل ماض من باب المجيء مسند الى واو الجماعة، الهاء مفعول به، أي وكل جاءوه، وأصله «أتيوه» على وزن «فعلوه» فلما انضمت الياء، وانفتح قبلها ألفا، فالتقى ساكنان: الالف واو والجماعة، فحذفت الالف لوجود الفتحة التي قبلها تدل عليها.

وقرأ الباقون «أتوه» بمد الهمزة، وضم التاء، على أن «آت» اسم فاعل من باب المجيء أيضا، وأصله «آتيونه» نقلت ضمة الياء الى التاء قبلها، ثم حذفت للساكنين وبقيت حركتها تدل عليها، ثم حذفت النون للاضافة، والواو علامة الرفع، والهاء مضاف اليه. (٣)

المعنى: اذكر يا محمد لهؤلاء المكذبين يوم يريد الله أن يبعث الناس للحساب، يرسل في أرجاء الكون صيحة مدوية، فيهب الناس من رقدتهم وينهضون فزعين خائفين من قوة الصيحة، الا من شاء الله أن يثبت قلوبهم بالايمان، فهؤلاء يقومون مطمئنين وكل من المؤمنين والمكذبين يحضرون الى الموقف بين يدي الله تعالى أذلاء صاغرين.


(١) قال ابن الجزرى: تهدى العمى في معا بهادى العمى نصب فلتا انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٢٣٠ والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ١٠٧، ١٣٢.
والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ١٦٦.
(٢) سورة النمل الآية ٨٧
(٣) قال ابن الجزرى: آتوه فاقصره وافتح الضم فتى عد انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٢٣٠.
والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ١٠٨.
والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>