للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«سحران» من قوله تعالى: قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا. [القصص ٤٨].

قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «سحران» بكسر السين، وحذف الالف التي بعدها، واسكان الحاء، تثنية «سحر» على أنه خبر لمبتدإ محذوف، أي هما سحران، والضمير عائد الى الكتابين اللذين جاء بهما سيدنا «محمد» وسيدنا «موسى» وهما: القرآن، والتوراة، ودل على ذلك قوله تعالى قبل: فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى، وقوله تعالى بعد: قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما.

وقرأ الباقون «ساحران» بفتح السين، واثبات الألف، وكسر الحاء، تثنية «ساحر» وهو خبر لمبتدإ محذوف أيضا، أي هما ساحران، والضمير عائد الى سيدنا «محمد»، وسيدنا «موسى» عليهما الصلاة والسلام، ودل على ذلك قوله تعالى في صدر الآية: فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى ويقوى ذلك أن بعد «تظاهرا» بمعنى: تعاونا، ولا تأتي المعاونة على الحقيقة الا من الساحرين حسب زعمهم (١).

«للعالمين» من قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (٢).

قرأ «حفص» «للعاملين» بكسر اللام التي قبل الميم على أنه جمع «عالم» وهو ذو العلم، ضد الجاهل وخص بالآيات العلماء، لانهم أهل النظر، والاستنباط، والاعتبار، دون الجاهلين، الذين هم في غفلة وسهو عن التدبر في آيات الله، والتفكر فيها، يؤيد ذلك قوله تعالى: وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ (٣).

فاخبر ان الذين يعقلون الامثال، والآيات هم العالمون دون الجاهلين.

وقرأ الباقون «للعالمين» بفتح اللام، وهو كل موجود سوى الله


(١) قال ابن الجزرى: ساحرا سحران كوف انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢٣٥.
والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ١١٥.
والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ١٧٤.
(٢) سورة الروم الآية ٢٢.
(٣) سورة العنكبوت الآية ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>