للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى، كما قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فذلك أعم في جميع الخلق، اذ الآيات، والدلالات على توحيد الله يشهدها العالم والعامي، فهي آية الجميع، وحجة على كل الخلق، وليست بحجة على العالم دون الجاهل فكان العموم أولى بذلك (١).

«خلقه» من قوله تعالى: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (٢).

قرأ «نافع، وابن كثير، وحمزة، وابو جعفر، وخلف العاشر» بفتح اللام، على أنه فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على الله تعالى المتقدم ذكره في قوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ (٣).

والجملة صفة «لكل» أو «الشيء» والهاء تعود على الموصوف.

وقرأ الباقون «خلقه» باسكان اللام، على أنه مصدر، وهو بدل من «كل» والتقدير: أحسن خلق كل شيء، أي: أتقنه وأحكمه، والهاء تعود على الله تعالى (٤).

«أخفى» من قوله تعالى: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ (٥).

قرأ «حمزة، ويعقوب» «أخفى» باسكان الياء، على أنه فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، والفاعل ضمير مستتر عائد الى ضمير المتكلم تقديره «أنا» وهو اخبار من الله جل ذكره عن نفسه بأنه أخفى عن أهل الجنة ما تقر به أعينهم، بدخول الجنة ونعيمها، والسلامة من النار


(١) قال ابن الجزرى: للعالمين اكسر عدا.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢٤١.
والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ١٢٩.
والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ١٨٣.
(٢) سورة السجدة الآية ٧
(٣) سورة العنكبوت الآية ٤
(٤) قال ابن الجزرى: واذ كفى خلقه حرك.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢٤٧.
والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ١٣٨.
والكشف عن وجوه ح ٢ ص ١٩١.
(٥) سورة السجدة الآية ١٧

<<  <  ج: ص:  >  >>