للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويضره، يقال: وقيت الشيء أقيه وقاية ووقاء، قال تعالى: فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ (١).

والتقوى: جعل النفس في وقاية مما تخاف، هذا تحققه، ثم يسمى الخوف تارة «تقوى» ..... الى أن قال: «وصار التقوى في تعارف الشرع: حفظ النفس عما يؤثم، وذلك بترك المحظور» قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا (٢).

وقال «الزبيدي» في مادة «وقى»: «وقاه» يقيه وقيا- بالفتح- ووقاية- بالكسر- وواقية- على فاعلة-: صانه، وستره عن الأذى، وحماه، وحفظه، فهو واق، ومنه قوله تعالى: ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ (٣). أي من دافع ..... الى أن قال: «والوقاء»: كسحاب، ويكسر. «والوقاية» مثلثة، وكذلك «الواقية» كل ما وقيت به شيئا وقال «اللحياني»: «كل ذلك مصدر وقيته الشيء».

والتوقية: الكلاءة، والحفظ، والصيانة.

واتقيت الشيء، وتقيته، أتقيه، وأتقيته، تقى- كهدى- قال «الجوهري»: «اتقى يتقي» أصله: «اوتقى يوتقى» على افتعل» قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وأبدلت منها التاء، وأدغمت، فلما كثر استعماله على لفظ «الافتعال» توهموا أن التاء من نفس الحرف فجعلوه: «اتقى يتقي» بفتح التاء فيهما، ثم لم يجدوا له مثالا في كلامهم يلحقونه به، فقالوا «تقى يتقي» مثل: «قضى يقضي»، قال «أوس»:

تقاك بكعب واحد وتلذه ... يداك اذا ما هز بالكف يعسل

الى أن قال: «ابن بري»: عند قوله- أي قول الجوهري- مثل «قضى يقضي» أدخل همزة الوصل «تقى» والتاء متحركة، لان أصلها السكون، والمشهور «تقى يتقي» من غير همزة وصل لتحرك التاء انتهى كلام «ابن بري» ثم قال «الجوهري»: «وتقول في الامر تق» بحذف التاء والمرأة «تقي»


(١) سورة الانسان الآية ١١
(٢) سورة النحل الآية ١٢٨
(٣) سورة الرعد الآية ٣٤

<<  <  ج: ص:  >  >>