للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باثبات الياء قال «عبد الله بن همام السلولى»:

زياتنا نعمان لا تنسينها ... تق الله فينا والكتاب الذي تتلو

بنى الامر على المخفف فاستغنى عن الالف فيه بحركة الحرف الثاني.

وأنشد التالي:

تقى الله فيه يا أم عمرو ونولي ... مودته لا يطلبنك طالب (١).

«السلام» من قوله تعالى: ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا (٢).

قرأ «نافع، وابن عامر، وحمزة، وأبو جعفر، وخلف العاشر» «السلم» بفتح اللام من غير ألف بعدها، على معنى الاستسلام، والانقياد، ومنه قوله تعالى: وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ (٣).

فالمعنى: «يا أيها الذين آمنوا اذا ضربتم في سبيل الله، وخرجتم للجهاد فتثبتوا ولا تقولوا لمن استسلم وانقاد اليكم لست مؤمنا فتقتلوه، بل يجب عليكم أن تتبينوا حقيقة أمره».

وقرأ الباقون «السلام» بفتح اللام وألف بعدها، على معنى التحية، فتحية الاسلام هي: «السلام عليكم» وعليه يكون المعنى: لا تقولوا لمن حياكم تحية الاسلام لست مؤمنا فتقتلوه، لتأخذوا سلبه (٤).

«وخرقوا» من قوله تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ (٥).

قرأ «نافع، وأبو جعفر» «وخرقوا» بتشديد الراء، وذلك للتكثير، لان المشركين أدعوا الملائكة بنات الله، واليهود ادعت عزيرا ابن الله، والنصارى ادعت المسيح ابن الله، وهذا كله كذب وافتراء، فكثر ذلك


(١) انظر: تاج العروس شرح القاموس ح ١٠ ص ٣٩٦.
(٢) سورة النساء الآية ٩٤
(٣) سورة النحل الآية ٨٧
(٤) قال ابن الجزرى: السلام لست فاقصرن عم فتى.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٣٣.
والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٣٩٥ والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ١٦٧
(٥) سورة الانعام الآية ١٠٠

<<  <  ج: ص:  >  >>