للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كفرهم، فشدد الفعل لمطابقة المعنى، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

وقرأ الباقون «وخرقوا» بتخفيف الراء، على الأصل، ولأن الفعل يدل على القليل والكثير (١).

قال الراغب في مادة «خرق»: الخرق قطع الشيء على سبيل الفساد من غير تدبر، ولا تفكر، قال تعالى: أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها (٢). وهو ضد الخلق وان الخلق هو فعل الشيء بتقدير ورفق، والخرق بغير تقدير، قال تعالى: وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ أي حكموا بذلك على سبيل الخرق اهـ (٣).

جاء في «التاج»: «خرق الثوب» «يخرقه، ويخرقه» بكسر الراء وضمها «مزقة».

ومن المجاز: «خرق الرجل» اذا كذب (٤).

ومن المجاز أيضا: «خرق الكذب، واختلقه»: اذا صنعه، واشتقه.

«وحرق بالشيء» بضم الراء «ككرم» اذا جهله، ولم يحسن عمله.

قال «ابن الاعرابي»، محمد بن زياد ت ٢٣١ هـ: لا جمع للخرق اهـ.

وقال «ابن دريد» ت ٣٢١ هـ (٥):


(١) قال ابن الجزرى: وخرقوا شدد مدا.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٥٨.
والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٤٤٣.
والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٢٢٠.
(٢) سورة الكهف الآية ٧١.
(٣) انظر المفردات في غريب القرآن ص ١٤٦.
(٤) انظر: تاج العروس مادة «خرق» ح ٦ ص ٣٢٧.
(٥) هو: محمد بن الحسن بن دريد، بن عتاهية الأزدي البصري «أبو بكر» ولد بالبصرة، وقرأ على علمائها، ثم صار الى «عمان» بضم العين وفتح الميم مخففة ثم رحل الى فارس، ثم قدم بغداد فأقام بها الى أن توفي، وهو: عالم أديب، لغوي، شاعر، نحوي، نسابة، من تصانيفه: الجمهرة في اللغة، واشتقاق أسماء القبائل، وأدب الكاتب، والمقصور والممدود، توفي ببغداد عام ٣٢١ هـ- ٩٣٣ م.
انظر ترجمته في معجم المؤلفين ح ٩ ص ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>