للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ الباقون بالرفع، والتنوين في الكلمات السبع (١).

واعلم أن «لا» تأتي على عدة أوجه أذكر منها ما يلي:

الوجه الأول: تكون عاملة عمل «ان» مكسورة الهمزة، مشددة النون، فتنصب الاسم وترفع الخبر، وذلك اذا أريد بها نفي الجنس، على سبيل التنصيص، وتسمى حينئذ «لا» النافية للجنس.

وانما يظهر نصب اسمها اذا كان خافضا لما بعده، نحو قول «أبي الطيب المتنبي» ت ٣٥٤ هـ (٢).

فلا ثوب مجد غير ثوب ابن أحمد ... على أحد الا بلؤم مرفع

أو رافعا لما بعده، نحو قولك: «لا حسنا فعله مذموم» أو ناصبا لما بعده، نحو قول «أبي الطيب المتنبي»:

قفا قليلا بها علي فلا ... أقل من نظرة أزودها (٣)

وذلك على رواية «أقل» بالنصب.

قال «ابن مالك» ت ٦٧٢ هـ:

عمل أن اجعل للا في نكره ... مفردة جاءتك أو مركبة فانصب بها

مضافا أو مضارعه ... وبعد ذاك اذكر رافعه

الوجه الثاني: تجزم فعلا واحدا، سواء كانت دالة على النهي نحو


(١) قال ابن الحزري:
رفث لا نسوق ثق حق ولا ... جدال ثبت بيع
خلة ولا شفاعة لا بيع ولا خلال لا ... تأثيم لا لغو مدا كنز
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٢ ص ٣٩٩. واتحاف فضلاء البشر ص ١٣٤.
(٢) هو أحمد بن الحسين بن الحسن «الكوفي» المعروف بالمتنبي «أبو الطيب» شاعر، حكيم، ولد بالكوفة، ونشأ بالشام، فأكثر المقام بالبادية، وطلب الأدب، وعلم العربية، وفاق أهل عصره في الشعر، واتصل «بسيف الدولة» ثم مضى الى مصر، فمدح بها «كافور الإخشيدي» من آثاره: ديوان شعره، قتل بالقرب من النعمانية في رمضان عام ٣٥٤ هـ: انظر ترجمته في: معجم المؤلفين ح ١ ص ٢٠١.
(٣) «أزورها» بالتاء للمجهول.

<<  <  ج: ص:  >  >>