للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحو قول «أشهب بن رميلة»:

والذي حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم القوم يا أم خالد

والثاني: أن تكون توكيد المعرفة، نحو قوله تعالى:

فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (١) وقوله تعالى: إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ (٢).

والثالث: ألا تكون تابعة، بل تالية للعوامل، فتقع مضافة الى الظاهر، نحو قوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣) وتقع غير مضافة، نحو قوله تعالى: وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ (٤) وترد باعتبار ما بعدها على وجهين:

الأول: تضاف الى ظاهر، وحكمها أن يعمل فيها جميع العوامل، نحو قولك: «أكرمت كل المجتهدين».

والثاني: أن تضاف الى ضمير ملفوظ به، وحكمها ألا يعمل فيها سوى الابتداء، نحو قوله تعالى: وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً (٥).

وقوله تعالى: قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ (٦). على قراءة من رفع الكلام (٧).

واعلم أن لفظ «كل» حكمة الإفراد والتذكير.

وأن معناها بحسب ما تضاف اليه، فان كانت مضافة الى منكر وجب مراعاة معناها:

ولذلك جاء الضمير مفردا في نحو قوله تعالى: وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٨) وقوله تعالى: وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ (٩).


(١) سورة الحجر آية ٣٠.
(٢) سورة آل عمران آية ١٥٤.
(٣) سورة المدثر آية ٣٨.
(٤) سورة الفرقان آية ٣٩.
(٥) سورة مريم آية ٩٥.
(٦) سورة آل عمران آية ١٥٤.
(٧) انظر مغني اللبيب ص ١٥٨.
(٨) سورة القمر آية ٥٢.
(٩) سورة الاسراء آية ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>