للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«يصدقني» من قوله تعالى: فأرسله معي ردءا يصدقني (١) قرأ «عاصم، وحمزة» «يصدقني» برفع القاف، على أنه صفة «لرداء» والتقدير: فأرسله معي رداء مصدقا لي، والردء: المعين.

ويصح أن يكون حالا من الضمير في «فأرسله» والمعنى: فأرسله معي ردءا حاله كونه مصدقا لي.

وقرأ الباقون «يصدقني» بالجزم، في جواب الطلب وهو «فأرسله» فكأنه قال: ان ترسله معي يصدقني (٢).

«مودة بينكم» من قوله تعالى: وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا (٣).

قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ورويس» «برفع تاء مودة» بلا تنوين، على أن «ما» بمعنى الذي، وهم اسم «ان» والهاء العائدة على «الذي» مضمرة، والتقدير: ان الذي اتخذتموه، و «أوثانا» مفعول ثان «اتخذتم» والهاء المحذوفة ها المفعول الأول ل «اتخذتم» و «مودة» خبر «أن» وبينكم بالخفض على الاضافة في «مودة».

وقيل أن «مودة» خبر لمبتدإ محذوف، والتقدير: هي مودة بينكم، والجملة خبر «أن».

وقرأ «نافع، وابن عامر، وشعبة، وأبو جعفر، وخلف العاشر» بنصب ثاء «مودة» وتنوينه، ونصب «بينكم» ووجه ذلك أن «ما» كافة لعمل «ان» و «أوثانا» مفعول ل «اتخذتم» لأنه تعدى الى مفعول واحد، كما في


(١) سورة القصص آية ٣٤.
(٢) قال ابن الجزري: يصدق رفع جزم نل فنا.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢٣٤. والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ١١٤. والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ١٧٣.
(٣) سورة العنكبوت آية ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>