للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ (١).

وتكون «مودة» مفعولا لأجله، و «بينكم» منصوب على الظرفية.

والمعنى: إنما اتخذتم الاوثان من دون اللَّه للمودة فيما بينكم، لا لأن عند الأوثان نفعا، أو ضرا.

وقرأ الباقون وهم «حفص، وحمزة، وروح» بنصب تاء «مودة» بلا تنوين، مفعولا لأجله، و «بينكم» بالخفض على الاضافة (٢).

«ثم كان عاقبة الذين» من قوله تعالى: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى (٣).

قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «عاقبة» برفع التاء، على أنها اسم «كان» وخبرها «السوأى».

في «السوأى» المراد بها جهنم والعياذ باللَّه تعالى.

والمعنى: ثم كان مصير المسيئين دخول جهنم من أجل تكذيبهم بآيات اللَّه، واستهزائهم بها.

وذكر الفعل وهو «كان» حملا على المعنى، لأن العاقبة، والمصير بمعنى واحد، وأيضا فإن تأنيث «العاقبة» غير حقيقي، لأنه مصدر.

وقرأ الباقون «عاقبة» بنصب التاء، على أنها خبر «كان» مقدم على اسمها، واسمها «السوأى».

والتقدير: ثم كانت السوأى عاقبة الذين أساءوا، وذلك بدخولهم

جهنم من أجل تكذيبهم بآيات اللَّه، واستهزائهم بها، وذكر الفعل وهو


(١) سورة الأعراف آية ١٥٢.
(٢) قال ابن الجزري:
مودة رفع غنا حبر دنا ... ونون انصب بينكم عم صفا
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٢ ص ٢٢٨. والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ١٢١. وكمثل اعراب القرآن ج ٢ ص ٧٨. والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ١٧٨.
(٣) سورة الروم آية ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>