للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا يدل على تسخيرها له في حال عصوفها (١).

وكل القراء يقرءون «الريح» بالافراد، الا «أبا جعفر» فانه يقرأ بالجمع (٢).

«أكل خمط» من قوله تعالى: وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ (٣).

قرأ «أبو عمرو، ويعقوب» «أكل خمط» بضم الكاف، وترك التنوين، على اضافة «أكل» الى «خمط» من اضافة الشيء الى جنسه.

نحو «ثوب خز» أي من خز، والأكل: الجنى وهو «الثمر» «والخمط» في قول «أبي عبيد القاسم بن سلام» كل شجرة مرة الثمرة، ذات الشوك، ولما لم يحسن أن يكون «الخمط» بدلا من «أكل» لأنه ليس الأول، ولا هو بعضه، ولم يحسن أن يكون نعتا، لأن «الخمط» اسم شجر، فهو لا ينعت به، وكان الجني من الشجر أضيف على تقدير «من» نحو: «ثوب خز، وباب ساج».

وقرأ «نافع، وابن كثير» «أكل خمط» باسكان الكاف وتنوين اللام

على أنه مقطوع عن الاضافة، وذلك على أن «خمط» عطف بيان على «أكل» فبين أن «الأكل» وهو «الثمر» من هذا الشجر، وهو «الخمط» اذ لم يجز أن يكون «الخمط» بدلا ولا نعتا للأكل، على ما سبق ذكره، ولما عدل به عن الاضافة لم يكن فيه غير عطف البيان، لأنه بيان لما قبله.

وقرأ الباقون وهم: «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي،


(١) قال ابن الجزري: والريح صف.
(٢) وقال: وصاد الأسرى الأبنيا سباثنا.
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٢٥٤. والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ١٥١. والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ٢٠٢.
(٣) سورة سبأ آية ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>