للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا. [سبأ ٣٧].

قرأ «رويس» «جزاء» بالنصب مع التنوين وكسره وصلا للساكنين، والنصب على الحال من الضمير المستقر في الخبر المتقدم وهو «لهم» و «الضعف» بالرفع مبتدأ مؤخر.

وقرأ الباقون «جزاء» بالرفع من غير تنوين، مبتدأ مؤخر، خبره الجار والمجرور قبله وهو «لهم» و «الضعف» بالجر على الاضافة.

والمعنى: وما أموالكم ولا أولادكم أيها المعاندون بالتي تقربكم عند اللَّه تعالى، لكن القربى من اللَّه لمن آمن وعمل صالحا، فأولئك يقربهم من اللَّه ايمانهم، وعملهم الصالح، ولهم عند اللَّه جزاء حسن مضاعف، لأن الحسنة بعشر امثالها، واللَّه يضاعف لمن يشاء (١).

«غير اللَّه» من قوله تعالى: هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ (٢).

قرأ «حمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف العاشر» «غير» بالجر، نعتا «لخالق» على اللفظ، لأن «هل» حرف استفهام، و «من» حرف جر زائد، و «خالق» مبتدأ، والخبر جملة «يرزقكم».

وقرأ الباقون «غير» بالرفع، صفة «لخالق» على المحل، «في من» زائدة للتأكيد، و «خالق» مبتدأ، والخبر جملة «يرزقكم».

والمعنى: يا اهل مكة اذكروا نعمة اللَّه عليكم حيث بوأكم حرما آمنا، والناس يتخطفون من حولكم، وهل ثمة خالق وموجد للنعم غير اللَّه الواحد القهار؟

فهو الذي يرزقكم من السماء بالمطر، ومن الأرض بسائر أنواع


(١) قال ابن الجزري: نون جزا لا ترفع الضعف ارفع الخفض غزا.
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٢٥٧. والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ١٥٥.
(٢) سورة فاطر آية ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>