الناس. فلنحذر دائما من الكسب الرخيص السريع مقابل فقدان الناس ثقتهم بهذا المنهج الرباني الفريد.
٦ - إن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه
إن النهج المنبثق من هذه الفقرة هو ألا نبرم إلا التحالف المؤدي إلى الأهداف المرسومة. إنه يرسم استراتيجية الحركة السياسية الإسلامية. فكل تحالف مبني على عاطفة عارضة أو مصلحة جزئية هو على المدى البعيد طمس للخط الإسلامي الواضح. وهذه الفقرة تدعونا إلى تسجيل الملاحظات التالية:
أ • عبقرية التخطيط السياسي فلا يكون استجابة لنزوة بنزوة مماثلة. بل يكون ضمن استراتيجية محددة الأهداف واضحة الخطا، وخطة محكمة تدرس كل الاحتمالات المتوقعة من الحليف الآخر.
ب • مرونة العمل السياسي. فعندما يكون هدفي وأضحا لدي، أسلك مع الخصم الذي أود محالفته كل سبيل ممكن نحو ذلك الهدف، ولا أضيع أي فرصة لتحقيق الهدف، وقد كان من بركة هذه المرونة أن استوعبت معظم القبائل العربية واستثمرت الزمان والمكان. فاللمواسم كلها مسرح للعمل السياسي الإسلامي لتحقيق الهدف الواضح. أسواق العرب وأماكنهم ووفودهم مغزوة دائما بالنشاط الإسلامي السياسي. وكل قبيلة غير قريش مؤهلة للمفاوضات والتحالف. فكندة في الجنوب، وغسان في الشمال، وحنيفة في اليمامة، وشيبان في العراق ... كلها أرسلت وفودا إلى المواسم، فكان وفودها مسرحا للعمل السياسي الإسلامي. بل إن قريشا عرضة للتفاوض في بعض تياراتها، كما حدث مع المطعم بن عدي.