السعدي -رحمه الله-: وهذه المرتبة -أي مرتبة الدعوة- تمامها للصديقين الذين عملوا على تكميل أنفسهم وتكميل غيرهم، وحصلت لهم الوراثة التامة من الرسل».
وتأمل حال من يقومون بأمر الدعوة، إنما هم الرسل، ومن وفقه الله من عباده العلماء، والدعاة والمصلحين، فاسلك نفسك معهم، فإنها نعم الطريق والسبيل.
قال ابن القيم -رحمه الله-: «فالدعوة إلى الله أشرف مقامات العبد وأجلها وأفضلها».
[الثمرة الخامسة عشر]
من ثمار الدعوة: صلاح المجتمع وتقويم اعوجاجه، وهذه أمنية كل من أحب هذا الدين ورضي به، لكنها تبقى أمنية حتى يتبعها العمل والجهد والبذل والعطاء، عندها يصلح الحال، وتتغير الأمور:{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[الحج: ٤١]، فانظر في حال قرية أو منطقة أو مجتمع قام فيها داع، وكيف يكون أثره على أهلها ومجتمعها؟
وبعض المدرسين والمدرسات يعين في بلدة بعيدة نائية، ويكتب الله -عز وجل- على يديه من الخير وصلاح تلك البيوت في سنة واحدة ما تقر به عينه! وأذكر أن أحدهم طلب الاستمرار في قريته النائية لما وجد من ثمار الدعوة، ثم بقي سنة ثالثة ورابعة ولما سئل عن هذا البقاء إلى متى؟ ولمذا لا تنتقل إلى مسقط رأسك مثل