من ثمار الدعوة أن يخبو صوت الباطل ويعلو صوت الحق، وتظهر عزة المسلمين، ويندحر الكفار والمشركون، ولهذا لما سألت أم المؤمنين زينب النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنهلك وفينا الصالحون؟ » قال - صلى الله عليه وسلم -: «نعم إذا كثر الخبث» وبالدعوة يزال الخبث ويتوارى، ولا يكون له سلطان وقوة!
[الثمرة التاسعة والعشرون]
الاستفادة من الوقت وعمارته بما يعود على الإنسان بالخير في الدنيا والآخرة، فإنه مسئول عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه.
يقول ابن القيم -رحمه الله- في مدارج السالكين: «والقصد: أن إضاعة الوقت الصحيح يدعو إلى درك النقيصة، إذ صاحب حفظه مترق على درجات الكمال، فإذا أضاعه لم يقف موضعه، بل ينزل إلى درجات من النقص، فإن لم يكن في تقدم فهو متأخر ولابد، فالعبد سائر لا واقف: فإما إلى فوق وإما إلى أسفل، وإما إلى أمام، وإما إلى وراء.
وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف ألبتة، ما هو إلا مراحل تطوى أسرع طي إلى الجنة أو إلى النار، فمسرع ومبطئ، ومتقدم ومتأخر، وليس في الطريق واقف ألبتة، وإنما يتخالفون في جهة المسير وفي السرعة والبطء، كما قال تعالى:{إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}