للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الأحزاب: ٧٠، ٧١].

قال ابن كثير -رحمه الله-: «يقول -تعالى- آمرًا عباده المؤمنين بتقواه وأن يعبدوه عبادة من كأنه يراه وأن يقولوا {قَوْلًا سَدِيدًا} أي مستقيمًا لا اعوجاج فيه ولا انحراف، ووعدهم أنهم إذا فعلوا ذلك أثابهم عليه بأن يصلح لهم أعمالهم: أي يوفقهم للأعمال الصالحة، وأن يغفر لهم الذنوب الماضية، وما قد يقع منهم في المستقبل يلهمهم التوبة منها»

[الثمرة السابعة]

من ثمرات الدعوة التسديد والتوفيق، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: ٦٩].

قال البغوي: «{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا} الذين جاهدوا المشركين لنصرة ديننا»

{لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} روي عن ابن عباس قوله: «والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا»

قال ابن القيم -رحمه الله- في الفوائد: «علق -سبحانه- الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادًا وأفرض الجهاد جهاد النفس، وجهاد الهوى، وجهاد الشيطان، وجهاد الدنيا، فمن جاهد في هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد فإنه من الهدى بحسب ما أعطاه من الجهاد»

<<  <   >  >>