الدعوة براءة الذمة: قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- في كتابه «الدعوة وأخلاق الدعاة»: «فعند قلة الدعاة، وعند كثرة المنكرات، وعند غلبة الجهل كحالنا اليوم، تكون الدعوة فرض عين على كل واحد بحسب طاقته»
[الثمرة الحادية والعشرون]
الدعوة إلى الله رفعة في الدنيا والآخرة، وهذه أمنية كل مسلم في هذه الحياة وفي الآخرة.
قال ابن القيم -رحمه الله-: «إن أفضل منازل الخلق عند الله منزلة الرسالة والنبوة، فالله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس».
وما رفع الله أقوامًا في الزمن القديم والحديث إلا بالدعوة إليه والذب عنه دينه.
فلموسى -عليه السلام- منزلة عند ربه وخصوصًا في همته الدعوية، حتى غفر الله له ما غفر لسبب همته الدعوية، كما قرر ابن تيمية -رحمه الله- فيما يرويه عن ابن القيم الجوزية في كتابه «مدارج السالكين» قال:
«انظر إلى موسى -عليه السلام- رمى الألواح فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها، وجر بلحية نبي مثله، ولطم عين ملكوت الموت ففقأها، وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد - صلى الله عليه وسلم -، وربه يحتمل له ذلك كله، ويحبه ويكرمه لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة أعدى عدو له، وصدع بأمره، وعالج أمة القبط وبني إسرائيل، فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر، وانظر إلى يونس