له أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء» [رواه مسلم].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته حتى تترك»[رواه الطبراني]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث» وذكر منها: «أو علم ينتفع به». وتأمل في حال أجور من دعوا هذه الأمة، وصححوا عقائدها، ونشروا كتبها كالإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- وغيره بل تأمل حال شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قل أن تجد استشهادًا شرعيًا إلا وله ومنه كلام، كم له متوفى وكم له من الأجور، والله لكأنه بيننا يدعو، ويفتي، ويرشد، ويناظر أهل البدع والزيغ والضلال.
[الثمرة الرابعة والعشرون]
الدعوة إلى الله من الجهاد في سبيل الله، والكثير إذا سمع كلمة الجهاد اهتز شوقًا إلى ذلك، وحدثته نفسه بالمسير والأمر -والله الحمد- متيسر في مجالات كثيرة، فالجهاد صوره -ولله الحمد- متعددة وكثيرة ولا يتوقف الأمر على القتال فحسب، بل الجهاد بالنفس، والمال، والقلم، والسنان، والبيان، والدعوة، قال -تعالى-: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} أي بالقرآن.
قال ابن القيم:«وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو؛ لأن تبليغ السهام يفعله كثير من الناس؛ أما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء ... ».