أخي الداعية: سر بعزم وهمة في طريق سار فيه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - سنوات طويلة، وأوذي فيه، ولقي من الشدائد ما تعرف، وقبله الأنبياء -عليهم السلام- نوح قام بهذا الأمر ألف سنة إلا خمسين عامًا .. وموسى جابه طاغية زمانه، فما وهن ولا تراجع .. والقرآن الكريم يذكر السير العطرة في الدعوة إلى الله -عز وجل- فاستبق الأمر، وانظم نفسك في سلكهم، واقتف أثرهم؛ فإنك على الهدى، قال - صلى الله عليه وسلم -: «من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة» [السلسلة الصحيحة (٦٢٢٢)].
أخي الداعية: سحائب الأجور ممطرة، ونوائل الخير قريبة، وأبواب الدعوة مشرعة، والرب جواد كريم، يجازي على القليل كثيرًا، فمن شاء منكم أن يتقدم ومن عمل صالحًا فلنفسه، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله، ومن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره. وخير الناس أنفعهم للناس، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، فأبشروا وأملوا، إن رحمة الله قريب من المحسنين.
جعلنا الله وإياكم من أهل الدعوة إلى دينه، وغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.