-عليه السلام- حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى، غاضب ربه مرة، فأخذه وسجنه في بطن الحوت، ولم يحتمل له ما احتمل لموسى».
[الثمرة الثانية والعشرون]
من ثمار الدعوة الأجر العظيم، والثواب الجزيل: فقد دل
النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن عمه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- على كنز عظيم «لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم»[متفق عليه].
ولو قيل لرجل اليوم، إذا هدى الله -عز وجل- على يديك رجلاً فلك سيارة أو منزل، لسارع إلى ذلك بأقصى ما يستطع، وبذل الأسباب، وجاهد وتحمل وسعى وأقبل وأدبر، حتى يتحقق مراده ومطلوبه؛ وحمر النعم أنفس أموال العرب في حينها.
[الثمرة الثالثة والعشرون]
من ثمار الدعوة العظيمة التي قد يغفل عنها البعض: استمرار ثواب الداعي بعد موته، وهي كما وصفها أحد الموظفين .. مثل الراتب التقاعدي إذا توقف عنك الراتب الأساسي بعد نهاية الخدمة، يبدأ لك الراتب التقاعدي، والدعوة إلى الله أجرها في الحياة وبعد الممات؛ لأنك عملت عملاً يبقى بعد موتك، فهذا يصلي وقد علمته، وآخر يصوم التطوع وقد بشرته، وثالث ينفق وقد أعنته على نفسه، والرابع كان كافرًا فأسلم، وهكذا يستمر الأجر
لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده، كتب