[المدثر: ٣٥ - ٣٧]، ولم يذكر واقفًا إذ لا منزل بين الجنة والنار، ولا طريق لسالك إلى غير الدارين ألبتة، فمن لم يتقدم إلى هذه الأعمال الصالحة فهو متأخر إلى تلك الأعمال السيئة.
[الثمرة الثلاثون]
في القيام بأمر الدعوة سعة الصدر والأنس، مما يفيض الله -عز وجل- به على عباده، ولعله من عاجل البشرى وهذا مجرب مشاهد.
وفي أمثلة تقديم كسرة رغيف للفقير من السرور والحبور على المتبرع، ودفع البلاء، وجلب الرخاء، ما الله به عليم. فكيف بغذاء الأرواح والنجاة من النار؟ .
وأعرف مدرسًا عين في مدرسة منتدبًا من قبل وزارة المعارف في دولة أفريقية، ورأيته بعد أربع سنوات هي نهاية إيفاده. قال: أحاول أن أجدد الإيفاد إلى هناك مرة ثانية، قلت: ما الذي دعاك؟ قال: أول ما قدمت إلى تلك المنطقة كنت في الصباح أذهب إلى المدرسة، وإذا خرجت قبيل العصر أتناول غدائي، وأجعل عيني على الساعة الكبيرة! متى يأتي الليل، فإن اللحظات طويلة والدقائق بشهور، ولما عملت في الدعوة إلى الله -عز وجل- ورأيت الثمار صعب علي مفارقتهم وتركهم، فلدي مدرسة بها أكثر من مئتي طالب وهناك حفر آبار، وبناء مساجد كيف أفارقها؟