وهذا التنوع في الوسائل من فضل الله -عز وجل- علىعباده؛ ليقوم بالدعوة كل من تيسر له ذلك.
وتأمل في دلالتك رجلاً إلى الصلاة، ثم بدأ يصليها كم لك من الأجر؟ لك مثل أجر فاعل هذا الخير، ولا ينقص منهم شيئًا، وفضل الله واسع، فما بالك بمن هدى الله على يديه أقوامًا وقبائل وأسرًا ومجتمعات؟ ولهذا فللنبي - صلى الله عليه وسلم - مثل أجور أمته، وللصحابة أجور من اهتدوا على أيديهم إلى يوم القيامة. وهي سلسلة طويلة من الأجور لا تنقطع.
وأذكر أن رجلا فلبينيًا كان قسيسًا، ثم من الله عليه بالإسلام فشمَّر عن ساعد الجد، وأسلم على يديه أربعة آلاف رجل من بني جلدته. وللشيخ عبد الله القرعاوي -رحمه الله- في الدعوة الأثر الذي يذكر حتى افتتح أكثر من ألفي مدرسة في جنوب المملكة، وأحد القضاة في شمال المملكة لديه أكثر من ألف طالب يحفظون نواقض الإسلام، وكتاب ثلاثة الأصول، وكتاب التوحيد، وأحد هؤلاء الطلاب ذهب إلى فلسطين، وأقام مدرسة لتحفيظ القرآن مع المتون التي حفظ ولا يعلم مدى هذا الخير إلا الله -عز وجل-
[الثمرة السادسة]
عطاء إثر عطاء، وعمل يتبعه آخر، إنه عمل يسير نقوم به؛ لنصلح أعمالنا، وتغفر زلاتنا:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}