متابعة الأنبياء، والاقتداء بهم، واقتفاء أثرهم، والسير في ركابهم في طريق آمن غير موحش {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}[يوسف: ١٠٨].
قال الفراء:«حق على كل من اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه، ويذكر بالقرآن والموعظة».
وقال ابن القيم -رحمه الله-: «فالدعوة إلى الله -تعالى- هي وظيفة المرسلين وأتباعهم».
ولو لم يقم بواجب تبليغ وحمل الرسالة العظيمة السلف الصالح لما وصلت إلينا، بل والله، قد تحملوا المصاعب والمتاعب حتى وصل الإسلام إلى أطراف الأرض، فجزاهم الله عن الإسلام خير الجزاء.
[الثمرة الثانية]
التقرب إلى الله -عز وجل- امتثالاً لأمره الذي أمر به:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}[النحل: ١٢٥].
قال ابن القيم -رحمه الله-: «جعل الله -سبحانه- مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق. فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق، ولا يأباه يدعى بطريق الحكمة، والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر يدعى بالموعظة الحسنة وهي: الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب، والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن.