محبة الله -عز وجل- لمن قام بدينه، وبلغ رسالته قال الحسن عند قوله -تعالى-: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[فصلت: ٣٣]، قال:«هو المؤمن، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحًا في إجابته، فهذا حبيب الله، هذا ولي الله»
[الثمرة السادسة والعشرون]
القيام بالدعوة شكر للمنعم وقيام بحقه، وهي مظنة زيادة النعمة {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم: ٧] وهذا الدين الذي ارتضيناه لأنفسنا لابد من الدعوة إليه، والدفاع عنه، ونصرته والتضحية في سبيله، وبذل الغالي والنفيس لإعلائه.
[الثمرة السابعة والعشرون]
الدعوة إلى الله من وسائل الثبات على الدين، وهي أسهل الوسائل للدفاع والتمسك بالدين، فإن الإنسان تتخطفه الفتن، والله -عز وجل- يعين من قام بهذا على الثبات على الدين والاستقامة، وفضل الله واسع، وهذا مجرب مشاهد، وأعرف من كانوا في أمر الدعوة شعلة من النشاط والحيوية، ولما تركوا هذا الأجر العظيم والباب الكبير تردت أحوالهم وتقاعسوا، وبدأ الفتور يدب على نفوسهم وأعمالهم.